تُعدّ أمراض القلب السبب الأول للوفيات على مستوى العالم، وتشكّل نحو %30 من نسبة الوفيات بالعالم و%42 من إجمالي الوفيات في الكويت، وذلك وفقا لإحصاءات منظّمة الصحة العالمية لعام 2014، كما تمثّل الإصابة بالجلطة القلبية الحادة النسبة العليا من تلك الأمراض؛ في حين دلّت دراسة لعوامل الخطورة للأمراض المزمنة غير المعدية في البلاد ــــ أجريت في 2006 بالتعاون بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية ــــ على أن معدل انتشار أمراض القلب لدى المشمولين بالدراسة 2280 كويتياً (أعمارهم بين 20 و64 عاما)، وأن الاصابة بالنوبات القلبية في البلاد تكثر بين من بلغوا 51 عاماً.
وأشارت الدراسة الى ان معدل الإصابة بأمراض القلب محليا، تحدث للرجال في سن الـ 48 ، في وقت تصيب النساء في سن الـ56 ، في حين تحدث للرجال في الولايات المتحدة وأوروبا في الـ 58 عاما، وعليه وأمام نشر مثل هذه المؤشرات الخطيرة لانتشار عوامل الخطورة لأمراض القلب والأوعية الدموية في البلاد، فإن وزارة الصحة بذلت المزيد من الجهود للتصدي لها والحد والوقاية منها.
بدأت وحدة القلب في مستشفى العدان في التسعينات من القرن الماضي كمجموعة مكونة من ٦ اسرة كوحدة عناية قلب مركزة، و كانت مكونة من طبيبين فقط. آنذاك كان يتم تحويل الحالات الحرجة لمستشفى الأمراض الصدرية. من بعد ذلك تم زيادة عدد الأسرة لعناية القلب لتسعة اسرة و تباعا الى عشرين سريرا في ٢٠٠٧. و مع الزيادة المطردة لعدد المرضى و مواكبة الضغط المتزايد على متطلبات أمراض القلب بالكويت عامة و لأهالي المناطق الجنوبية بشكل خاص دشّنت وزارة الصحة مركز سلمان العبدالله الدبوس لأمراض القلب في مستشفى العدان بتبرّع كريم من السيد سلمان العبد الله الدبوس في عام ٢٠١٠ و باشراف من دكتور مصطفى محمد رضا (وكيل وزارة الصحة الحالي).
و عند بدايات المركز تتطورت الخدمات تباعا، بدءا من توفير وحدة عناية القلب المركزه، ثم الأجنحة العامة الخاصة بالقلب، و من ثم فتح مختبرين للقسطرة. تباعاً توالت التوسعات لتشمل مختبر السونار القلبي، و فتح غرف العمليات الخاصة للقلب، إضافة الى مركز للتدريب وهو فريد من نوعه على مستوى وزارة الصحة، حيث يحتوي على أجهزة المحاكاة الوحيدة بين مستشفيات الوزارة، بهدف تدريب الأطباء من جميع المستويات.
و في عام ٢٠١٢ تم تأسيس أول وحدة لأمراض ضعف (فشل) عضلة القلب (و الأوحد حتى هذه اللحظة) في البلاد. و بعد مرور بضع السنوات، تم انشاء عيادة امراض القلب للاطفال و أخيرا وحدة أمراض الصمامات و الأمراض الهيكلية لأمراض القلب.
ويزخر مركز الدبوس لأمراض القلب بالكفاءات الطبية التي حازت تقديرات وشهادات عالمية في المجال، حيث ان الجهود المبذولة في غرف العمليات والقسطره ساهمت في خفض نسب الوفيات الناجمة عن الجلطات من %8 الى اقل من %1 حالياً، فضلا عن تقليل مدة إشغال الأسرّة من 6 الى اقل من 3 ايام بالمعدل. بالاضافه الي إن معدل الوقت اللازم لفتح الشرايين التاجية في حالات الجلطات القلبية الحادة بلغ داخل المركز اقل من 45 دقيقة، وهو معدل نادر الحصول عليه في المراكز العالمية المرموقة، وتقوم وحده قسطره القلب التداخليه بما يزيد عن 2250 عملية قسطرة قلبية سنوياَ في مركز الدبوس «سنويا»، باستخدام أحدث التقنيات، منها حالات القسطره التداخليه الاوليه والتي يتم اجراءها فول وصول مريض جلطه القلب الحاده الي المستشفي على مدار الساعة طوال أيام الإسبوع، بالاضافه للحالات المعقده والمتكلسه والتي يتم علاجها باستخدام تقنيات الليزر وتقنيه (Roto-blation) .
كما يعالج المركز نحو 450 حالة مرضية؛ باستخدام «فسلجة» القلب، حيث يعتبر المركز متكاملا في هذا المجال، ويتوافر فيه جميع تقنيات علاج اختلال كهرباء القلب، وبإشراف خبرات وطنية طبية، اثبتت نجاحها على مستوى العالم.
و يُجرى في المركز العديد من عمليات القلب المفتوح، فضلا عن العمليات المعقّدة والنادرة على مستوى المنطقة، كجراحات الشريان الأورطي واستخلاص الشرايين والأوردة بواسطة المنظار، فضلاً على ان المركز يعد رائدا في مجالات مساندة الدورة الدموية ECMO و IMPELLA وذلك في دعم الحالات الحرجة، خصوصا من اصحاب الجلطات القلبية غير المستقرّة و حالات ضعف عضلة القلب المتقدم، مما يمنح المريض فرصاً أفضل للحياة وذلك بالتعاون بين قسم جراحه القلب وقسم القلب وقسم التخدير والعنايه المركزه بمستشفي العدان حيث تعمل تلك الاقسام بتناغم و مهنية عالية لتحقيق أفضل النتائج الممكنه بأسرع وقت ممكن لأنقاذ حياة المريض .
و يحتوي المركز على وحدة ضعف عضلة القلب المتقدم (فشل القلب) ، التى تعتبر الوحيدة على مستوى البلاد. والتي جرى تأسيسها بشكل علمي صحيح عام ٢٠١٢، كما يتم تدريب كوادرها الطبية والفنية بشكل مستمر، و تغطي خدماتها جميع المناطق من دون استثناء، حيث يتم تقديم العلاج دوائيا، علاوة على علاج الحالات المتقدمة ومتابعتها في حال احتاجت لزراعة المضخّات الصناعية المساندة او زراعة القلب لهم احيانا. علماً، بأن المركز أجرى حتى تاريخه ما يزيد على 20 مضخة زراعية بمركز سلمان العبد الله الدبوس. و ذلك ثمرة التعاون المستمر و المثمر بين قسم جراحه القلب بالتعاون مع فريق ضعف عضله القلب المتقدم، في توفير برنامج عمليات زراعة مضخّة القلب الصناعي محليا، الأمر الذي يعطي المركز الريادة في إجراء تلك العمليات بنجاح داخل الكويت، و لله الحمد لاقت هذه العمليات نجاحا ملفتا بفضل تكاتف جهود جميع العاملين في المركز. و على هذا النطاق شهد المركز اول حاله زراعه قلب صناعى في الشرق الاوسط في العام ٢٠١٧.
و يتضمن المركز وحدة لعلاج مرضى القلب من الاطفال، جرى تدشينها ضمن التوسعة الجديدة، لخدمة مرضى المنطقة في عام ٢٠١٦. و في العام الماضي تم معاينة أكثر من ١٥٠٠ طفل.
و مؤخراً، حققت وحدة زراعة الصمامات و اصلاح الأمراض الهيكلية نتائج مبهرة على مدار العام بما في ذلك علاجات الحالات الحرجة و المعقدة بسواعد وطنية محلية تم تدريبها بافضل المراكز الطبيه بالعالم. و نظرا لتواجد مثل تلك الخبرات، اسس المركز مشروع ابحاث أمراض الصمامات و أمراض القلب، ليواكب أحدث التطورات في مجالات أمراض الصمامات و بذلك تكون الأولى على مستوى البلاد التي تعنى بأمراض الصمامات محليا بشكل شمولي .
و أخيراً و ليس آخراً، تقوم وحده الاشعه المقطعيه للقلب والشرايين التاجيه بإجراء مايقرب من 750 حالة سنويا باستقبال المرضى جميع ايام الاسبوع. وتقدم خدماتها بيتشخيص امراض تصلب الشرايين وعيوب القلب الخلقية و أمراض الصمامات, كما نجح المركز بالتكاتف والتعاون مع الخبرات الموجودة في مستشفى العدان في وحدة الحوادث الجراحية إلى تحويل المركز كنقطة أولية يتم اسعاف و إنقاذ الحالات الحرجة الطارئة الناتجة عن حوادث المرور التي تتعرض الى انفجار او تمزقات شديدة في الشرايين الرئيسية للجسم بما فيها الشريان الأورطي عن طريق القسطرة على مدار الساعة، بالإضافة إلى تمكن المركز من تطوير مفهوم علاجات الشرايين الطرفية من العلاج التقليدي بالجرح الا العلاج جاءت المقدمة للقسطرة متى ما امكن.
كما يعتز المركز بدوره في تدريب الأطباء في مجال أمراض الباطنية و القلب. فبالاضافه الى وجود مركز للتدريب المتقدم الذي يحتوي على أحدث اجهزة المحاكاة، يقدم المركز محاضرات و تدريب عملي لجميع الأطباء في مستشفى العدان و المتدربين عبر البرامج التخصصية الكويتية بالتنسيق مع معهد الكويت للتخصصات الطبية لبرامج الأمراض الباطنية، أمراض القلب و برنامج الطب النووي. كما يوفر المركز الدعم اللازم لتدريب المسعفين الميدانيين لتأهيلهم للتعامل مع حالات القلب في الميدان.