عدم انتظام ضربات القلب هو اضطراب يؤثر على معدل ضربات القلب الطبيعي. مع عدم انتظام ضربات القلب، يميل القلب إلى النبض ببطء شديد (بطء القلب)، أو سريع جدًا (عدم انتظام نبضات القلب)، أو غير منتظم. يمكن أن تؤثر هذه الاضطرابات على كمية الدم التي يضخها القلب.
الرجفان الأذيني هو نوع من ضربات القلب غير المنتظمة، أو عدم انتظام ضربات القلب، الذي يحدث عندما تتعطل الإشارة الكهربائية في قلبك. قد تستمر أنواع مختلفة من الرجفان الأذيني لمدة ثوانٍ أو تكون دائمة.
يعيش الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الرجفان الأذيني حياة طبيعية تمامًا، لكن الرجفان الأذيني يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
القلب يحتوي على مجموعة من الخلايا المتخصصة في توليد وايصال تيار كهربائي فريد من نوعه يضمن بدء و تنظيم عملية انقباض وانبساط القلب لضمان ضخ الدم من القلب بالكفاءة المطلوبة.
المكونات الرئيسية لهذا النظام الكهربائي للقلب يتكون من مولد للتيار الكهربائي (او بطارية القلب) و تسمى ب (node SA) و التي تقع في اعلى البطين الأيمن حيث يعتبر المكان الذي تبدأ منه النبضة الكهربائية للقلب و منها تنتشر للأذين الأيسر. ثم تنتشر النبضة الكهربائية الى البطينين عن طريق الـ (AV node). وتعتبر ال (AV node) بوابة التواصل الالكتروني بين الأذينين و البطينين و منها يتم انتشار التيار الكهربائي لباقي عضلة البطينين عن طريق مرورها ب حزمة ال (bundle His) و من ثم الياف متخصصة تسمى بألياف ال (Purkinji).
يتم تناقل النبضات الكهربائيه بين مكونات نظام التوصيل الكهربائى مرورا في الأذينين والبطينين كما هو موضح بالشكل مما يتسبب في تقلص الأذينين و البطينين.
تخلق هذه الإشارة تيارًا كهربائيًا يمكن رؤيته على رسم بياني يسمى تخطيط القلب ECG الكهربائي والذي يستخدمه الأطباء لمراقبة النشاط الكهربائي في القلب.
حيث يبلغ معدل النبضات القلبية الطبيعي ما بين 60 إلى 100 نبضة / دقيقة عند الراحة (واكثر من ذلك عند الحركة او اقل من ذلك عند النوم). وقد يتأثر أو يختل هذا المعدل بعدة عوامل تشمل تأثير الجهاز العصبي اللاإرادي وتأثير بعض الأدوية وحالة التمثيل الغذائي وحالة أملاح الدم او السوائل والظروف المرضية للإنسان.
الرجفان الأذيني هو إيقاع قلب غير طبيعي وغير منتظم يتم فيه توليد التيارات الكهربائية بطريقة فوضوية وعشوائية خارج مولد النبضات الطبيعي الـ (node SA). و تتولد فيه النبضات العشوائية في جميع أنحاء الغرف العلوية (الأذينين الايمن و الأيسر) من القلب. و هناك أنواع مختلفة من الرجفان الأذيني.
كثير من الناس الذين يعانون من الرجفان الأذيني يعيشون حياة طبيعية تماما.
كثير من الناس الذين يعانون من الرجفان الأذيني يعيشون حياة طبيعية تماما.
علميا لم يتم التوصل الى سبب مباشر لمشكلة الرجفان الأذيني. في الواقع في كثير من الحالات، يصاب الناس بالرجفان الأذيني لأسباب غير معروفة. و لكن الدراسات العلمية اشارت الى بعض العوامل المتعلقة بزيادة احتمال حدوث هذا المرض (او ما يسمى بعوامل الخطورة) و هي:
بعض الناس الذين يعانون من مشاكل في القلب عند ولادتهم قد يصابون بالرجفان الأذيني في وقت لاحق من الحياة.
تتلخص آلية او طريقة حدوث هذا المرض من عدة عوامل تختلف نسبة حدوث كل عامل من مريض لآخر، فبعض المرضى قد يعاني من العامل الوراثي اكثر من غيره و الآخر قد لا يحمل اي عوامل وراثية.
الرجفان الأذيني يمكن أن يجعلك تشعر بأي من الأعراض التالية:
هذه هي الأعراض الأكثر شيوعا. قد تشعر بأحدى هذه الأعراض أو اكثر من عرض منها. أو قد تكون لديك أعراض مختلفة. كثير من الناس ليس لديهم أعراض على الإطلاق. في الواقع ، يستطيع الكثير من المصابين بالرجفان الأذيني الحفاظ على أعراضهم عند الحد الأدنى ويتمتعون بجودة حياة ممتازة.
رغم أن هذه الأعراض لا تهدد الحياة ، إلا أنها يمكن أن تحد من أنشطتك اليومية وتقلل من جودة حياتك.
فى كثير من الأحيان، يتم تشخيص الرجفان الأذيني عندما يصاب الأشخاص بأعراض ويذهبوا إلى أطبائهم أو إلى قسم الطوارئ. في أوقات أخرى، يتم تشخيص الرجفان الأذيني أثناء الاختبارات الروتينية من دون وجود اعراض تذكر. من أجل تشخيص الرجفان الأذيني ، سيقوم طبيبك بمراجعة تاريخك الطبي وإجراء فحص بدني كامل وطلب بعض الاختبارات.
تتضمن بعض الاختبارات الأكثر شيوعًا التي قد يطلبها طبيبك ما يلي:
هذه هي الأعراض الأكثر شيوعا. قد تشعر بأحدى هذه الأعراض أو اكثر من عرض منها. أو قد تكون لديك أعراض مختلفة. كثير من الناس ليس لديهم أعراض على الإطلاق. في الواقع ، يستطيع الكثير من المصابين بالرجفان الأذيني الحفاظ على أعراضهم عند الحد الأدنى ويتمتعون بجودة حياة ممتازة.
رغم أن هذه الأعراض لا تهدد الحياة ، إلا أنها يمكن أن تحد من أنشطتك اليومية وتقلل من جودة حياتك.
إذا تركت دون علاج ، فإن الرجفان الأذيني قد يعرضك لخطر الإصابة بمشاكل خطيرة مثل الجلطة الدماغية أو قصورفي وظائف عضلة القلب.
الجلطة الدماغية:
نظرًا لعدم قدرة الأذينين على تحريك الدم بشكل صحيح ، تتكون بؤر في الأذينين خاملة او راكدة، يبدأ معها الدم في التجمع و التخثر في الزوايا الصغيرة وأخاديد القلب الراكدة بالتالي يبدأ الدم في التجلط و تكوين جلطة او اكثر راكدة في تجويف هذه البؤر. ومع كل الانقباضات الغير منتظمة في الأذينين لدى المريض المصاب، يمكن لهذه الجلطات أن تتحرر من البؤر و الاخاديد الخاملة و بالتالي تنجرف وتضخ في الدورة الدموية الى اجزاء اخرى من الجسم.
إذا وصلت الجلطة إلى المخ ، فيمكنها أن تصل إلى إحدى الأوعية الدموية وتقطع إمدادات الدم إلى ذلك الجزء من الدماغ. هذه هي الجلطة الدماغية. حسب الدراسات الطبية، ٢٠٪ من حالات الجلطات الدماغية يكون مصدرها الرجفان الأذيني.
نادرا، يمكن لهذه الجلطات أيضا أن تذهب إلى أجزاء أخرى من الجسم وتتسبب بقطع امدادات الدم الى ذلك الجزء مما يسبب مضاعفات أخرى.
قصور وظائف او ضعف عضلة القلب:
في بعض الحالات الغير شائعة، إذا استمر معدل نبض القلب بشكل عال في وجود الرجفان الأذيني و لم يتم تقليل معدل نبض القلب فان ذلك قد يؤدي إلى ضعف و قصور وظائف عضلة القلب وقد يصاب المريض بفشل القلب.
نتيجة لذلك ، تتراكم السوائل الزائدة. ويمكن أن يسبب احتباس تلك السوائل إلى تورم في كاحليك وساقيك، أو يمكن أن يتراكم في رئتيك مما يؤدي إلى صعوبات في التنفس وإرهاق شديد.
لا يمثل الرجفان الأذيني عادةً حالة تهدد الحياة، ولكن لا يزال يتعين علاجه لسببين رئيسيين وهما:
تتضمن أهداف علاج الرجفان الأذيني ٣ محاور:
بشكل مبسط، تكون خطة العلاج مبنية على عدد من العوامل يحددها الطبيب المعالج بما في ذلك:
يبدأ العديد من المرضى بدواء واحد ولكن قد يحتاجون إلى تغييره مع تقدم الحالة.
لمنع تجلط الدم داخل قلبك ، قد يضعك طبيبك على دواء من نوعية مسيلات الدم وهي انواع كثيرة، يمكن زيارة هذا الرابط لمزيد من المعلومات عنها.
مسيلات الدم، هي لا تسيل دمك بالفعل. بدلا من ذلك فإنها تزيد من الوقت المستغرق لتشكيل جلطة دموية.
وقد يختلف نوع مسيلات الدم التي يوصي بها طبيبك المعالج بناءا على مشاكلك الطبية الأخرى التي قد تكون لديك، إلى جانب مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية بشكل عام.
تعتبر مسيلات الدم فعالة للغاية في تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ونوصي بها معظم الأشخاص الذين يعانون من الرجفان الأذيني تقريبًا إلا القلة من المرضى ممن لا تجد عندهم عوامل تزيد من مخاطر الجلطات الدماغية، او ممن يواجهون مخاطر عالية للنزيف.
علما بأن بعض مسيلات الدم تتطلب اختبارات دم منتظمة عند تناولها لأول مرة حتى يتم تحديد أفضل جرعة.
إن أكثر الإجراءات شيوعًا لعلاج الرجفان الأذيني هي تقويم نبض القلب بالصدمه الكهربائيه و الدراسه الكهروفسيولوجيه للقلب عن طريق القسطرة.
ينطوي هذا الإجراء على إيصال الصدمة الكهربائية إلى قلبك مع أقل كمية من الكهرباء.
إذا كان من المقرر إجراء عملية تقويم نظم القلب، فستأتي إلى مركز الدبوس لأمراض القلب في يوم محدد. و في ذلك اليوم سوف تحصل على دواء لمساعدتك على النوم والاسترخاء. بمجرد تفعيل هذا الدواء، سيتم وضع وسادات الصدمة الكهربائية على صدرك وسيتم ايصال صدمة كهربائية صغيرة للقلب لإرجاع القلب إلى نبضه الطبيعي.
لن تتذكر الصدمة ولن تشعر بأي ألم بعد العملية بفض الأدوية التي يتم اعطاؤها قبل الصدمة الكهربائية.
بعض المرضى لا يستجيبون لمثل هذه الصدمات لذلك ، يتم اختيار بعض المرضى لمثل هذا العلاج بناءا على بعض المعطيات مثل:
عند خروجك من المستشفى قد يبدء طبيبك في صرف دواء لك يساعد في التحكم في إيقاع قلبك وابقائه في إيقاع طبيعي منتظم.
فى الغالب فان هذا النوع من العلاج هو حل قصير الاجل، و كثير من الحالات يعود إليها حالة الرجفان الأذيني مرة أخرى. فضلا عن ذلك قد يحدث هذا الرجفان الأذيني لمدة أطول و بشكل اكثر ترددا عما قبل و ذلك نظرا لطبيعة هذا المرض ، كونه مرض يتقدم مع الزمن والوقت.
يتضمن هذا الإجراء إدخال أسلاك و قساطر رفيعة عبر الأوردة في الفخذ أو العنق، بحيث يتم توجيه طرف قسطرة الاستشعار نحو المناطق الموجودة في قلبك والتي تطلق النبضات الغير منتظمة وغالبا ما تكون بالقرب او بداخل الأوردة الخاصة بالرئة.
بمجرد وضعها بشكل صحيح بالمكان الصحيح، توفر القسطرة تيارًا كهربائيًا او حرارياً صغيرًا لكي مصادر النبضات الغير منتظمة و المسببة للرجفان الأذيني.
و من الجدير بالذكر، أن نجاح عمليات الكي لإيقاف الرجفان الأذيني بشكل كامل قد تصل إلى ٦٠٪ بعد عملية كي واحدة، وترتفع لتصل إلى ٧٠٪ مع أكثر من عملية كي واحدة (بالإضافة إلى إستعمال بعض الأدوية الأخرى).
في بعض الحالات التي يستعصى فيها التحكم بنبض القلب، قد يوصي طبيبك بإجراء عملية زرع بطارية لتنظيم ضربات القلب أو في بعض الحالات التي قد تخضع لجراحة القلب لاسباب اخرى، قد يقوم الجراح بكي الأذينين بالطرق الجراحية التقليدية.
في عام 2010 ، كانت الأعداد التقديرية للرجال والنساء المصابين بالرجفان الأذيني في جميع أنحاء العالم 20.9 مليون و 12.6 مليون تباعاً، مع ارتفاع معدلات الإصابة والانتشار في البلدان المتقدمة.
واحد من كل أربعة أشخاص بالغين في منتصف العمر في أوروبا والولايات المتحدة سوف يصاب بالرجفان الأذيني في حياته.
وبحلول عام 2030، من المتوقع حدوث ما بين 14 إلى 17 مليون مريض مصاب بمرض رجفان الأذيني في الاتحاد الأوروبي، مع ما بين 120,000 إلى 215,000 مريض يتم تشخيصهم سنويًا.
و تشير التقديرات إلى أن معدل انتشار الرجفان الأذيني يبلغ حوالي 3٪ لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 عامًا أو أكبر.