النشاط الجنسي جزء مهم من حياة الإنسان و رحمة من رب العالمين.
و مع ذلك يشكل هذا النشاط مصدر قلق كبير لمرضى القلب و ازواجهم/زوجاتهم بعد حدوث الذبحة/الجلطةالقلبية. وقد تؤدى هذه المخاوف الى حدوث نوع من الاكتاب مما يزيد من احتمالية ضعف في الحالة الجنسية نفسيا.
في هذه الصفحة نتناول بعض المعلومات و الإرشادات الخاصة بالممارسة الجنسية لمرضى القلب بشكل عام.
من الطبيعي تخوف مرضى القلب من ممارسة الجماع بعد الذبحة/الجلطة القلبية، توجد بعض العوامل التي قد تؤثر مؤقتا علي القدرة الجنسية و الرغبة في الجماع وذلك نتيجة اما الخوف من تكرر حدوث النوبات القلبية (و هذا الخوف و الرهبة أمر طبيعي) او نتيجة لتاثير بعض الادوية التي يتم صرفها لمرضى الذبحة القلبية.
امكانية-حدوث الذبحة القلبية بعد عملية الجماع تمثل اقل من 5% من اسباب حدوث او تكرارالنوبات القلبية و هي مسألة- نادرة نوعا ما، وخصوصا بالأفراد الذين يعانون من قصور بسيط في الشرايين التاجية. بالرغم من ندرة حدوثها فإنها و إن حدثت فغالبا ما تحدث للافراد الذين يعانون قصور شديد بالشرايين التاجية.
الكثير من الدراسات تمحورت حول تاثير النشاط الهرموني بعد النوبات القلبية علي النشاط الجنسي لدي الذكور والاناث. فالجماعيشبه اي نشاط بدني اخر. حيث تزيد معدل نبضات القلب و ارتفاع ضغط الدم و هو نشاط يعادل السيرالسريع بسرعة حوالي ثلاثة الي ستة كيلومترات في الساعةعلي سطح افقي مستو أو يعادل صعود السلم، الزراعة، ركوب الدراجة بسرعة بطيئة أو رفع بعض الأثقال الخفيفة. لذا فإن الكثير من مرضى شرايين القلب لا يعانون من آلام بالصدر مع المجهود و هذا دلالة كافية على سلامة انخراطهم بالجماع.
ينصح بتاخير الممارسة الجنسية بعد جراحات القلب المفتوح مدة تتراوح من ستة الي ثمان اسابيع وذلك لاعطاء فرصة كافية لكي يلتئم منطقة القفص الصدري حيث ان الممارسة الجنسية تكون مصحوبة بزيادة في الضغط داخل داخل القفص الصدري كما ان التنفس بطريقة قوية يؤثر علي سرعة التئام الجرح.
بعض الحالات الجراحية التي يكون يتم فيها استخدام تقنيات حديثة يسمح للمريض ممارسة الحياة الجنسية في فترة تقل عن المدة المعتاد عليها في جراحات القلب وهذا شريطة ان يكون المريض لا يشكو من الام بالصدر وحدوث التئام موضع العملية.
في بعض الحالات، قد لا يتم تبديل كامل الشرايين التاجية لأسباب تكنيكية أو طبية، و هي حالات نادرة، و في تلك الحالات قد ينصح بعمل اختبار مجهود قبل السماح بممارسة الحياة الجنسية.
نسبة كبيرة من مرضي ضعف عضلة القلب المتقدم يشكون من ضعف في القدرة الجنسية ويرجع ذلك لاسباب منها نفسية او اعتلال هرمونات الجسم او الجهاز العصبي او نتيجة بعض الادوية.
بشكل عام، لا توجد موانع طبية تمنع مرضى ضعف عضلة القلب المتقدم من الممارسة الجنسية إلا في الحالات التي تعاني من وجود أعراض للمرض كوجود نسبة سوائل زائدة في الجسم او و جود صعوبة بالتنفس عند المجهود الزائد او الشعور بالخمول وضعف عام. لذا وجب التنبيه أن الموانع تعتمد على وجود الأعراض بحد ذاتها وليس بناءا على تدني كفاءة عضلة القلب أو ما يسمى بال Ejection Fraciton.
لذلك يسمح بالممارسة الجنسية لمرضي ضعف عضلة القلب اللذين لا يعانون من اعراض بطريقة امنة. و للمريض التأكد (في حال وجود شك) من عدم وجود أعراض، حيث ان الممارسة الجنسية تعادل اختبار مجهود المشي لمدة ستة دقائق او صعود طابق واحد او المشي لمسافة حوالي 300 متر دون حدوث اي اعراض مثل الام الصدر او ضيق التنفس.
وأخيرا، ينصح ببعض الاوضاع الجنسية المعينة التي لا تحتاج الي مجهود بدني كبير كما ينصح باخد راحة لفترة اذا صاحب العلاقة الجنسية صعوبة بالتنفس. برجاء، مراجعة طبيبك لأي تساؤلات أخرى في هذا الصدد.
الممارسة الجنسية كأي نشاط بدني، تعتمد على درجة تقدم مشاكل الصمامات، فإن كان ما تعاني منه ضيقا أو ارتجاعاَ، فيتم تقييمه حسب الدرجة: بسيط، متوسط الشدة أو شديد. بشكل عام، لا توجد أي موانع للنشاط الجنسي في المرضى الذين يعانون من مشاكل من الدرجة البسيطة أو المتوسطة الشدة.
و في ما يلي بعض الإرشادات العامة الخاصة بالجماع للمرضى الذين يعانون من أمراض الصمامات شديدة الدرجة.
المرضى الذين يعانون من ضيق بالصمامات (الأورطي أو المايترالي):
بعض مرضى ضيق الصمام الأورطي أو المايترالي الشديد الدرجة لا يعانون من أية أعراض تذكر. لمثل أولئك المرضى ننصحهم بالتوجه لطبيبهم المعالج لاجراء اختبار للمجهود و السونار للتأكد من سلامتهم من ممارسة العلاقة الجنسية. أما في الحالات التي يعاني منها المريض من الأعراض الشبه يومية (كضيق النفس، ألام الصدر أو حتى الإغماء أو الدوخة) فأولئك المرضى ننصحهم بتأجيل النشاط الجنسي حتى يتم علاجهم اما جراحيا أو عن طريق القسطرة.علما، بأنه لا توجد موانع للممارسة الجنسية للمرضى بعد زراعة الصمامات سواءاً عن طريق الجراحة او القسطرة طالما ان الصمامات تعمل بكفاءة جيدة.
يسمح بالممارسة الجنسية لمرضى اعتلال عضلة القلب التضخمي (Hypertrophic cardiomyopathy or HOCM) اذا كانوا لا يشكون من اي اعراض تصاحب هذا المرض كسرعة ضربات القلب المفاجئ.
و لكن ينصح بعدم الممارسة الجنسية للذين يشكون من اعراض مصاحبة لهذا المرض عند المجهود، كسرعة ضربات القلب المفاجئ او صعوبة التنفس او الام بالصدر اثناء المجهود حتي يتم استقرار حالتهم واعطاء العلاج المناسب.
حيث لا يوجد حالات تم تسجيل حدوث وفاة في مثل هذة الحالات نتيجة الممارسة الجنسية.
أمراض كهرباء و فسلجة القلب في معظم الأحيان لا تسبب عائقا لممارسة الجماع إلا في حالات قليلة جدا. فعلى سبيل المثال: الرجفان أو الرفرفة الأذينية أو الذبذبة الأذينية لا تعتبر عائقا صحيا يمنع الجماع طالما لم يكن مصحوباً بارتفاع كبير في معدل نبض القلب (أكثر من ١٠٠ نبضة بالدقيقة في حالة الإسترخاء).
وجود بطارية أو جهاز صاعق لا يعد عائقا للممارسة الجنسية لمرضى القلب، خصوصا اذا كانت الرياضة البسيطة غير مصحوبة بسرعة نبض القلب اوعند ممارستهم التمرين لا يعانون من صعقة كهربائية نتيجة لذلك. الاستثناء الوحيد لذلك، هو عند حصول العديد من الصعقات للمريض. في تلك الحالات، ننصح بالامتناع عن الجماع لحين وجود سبب لتكرار تلك الصعقات و التحكم بتكررها و علاج أسبابها عن طريق طبيبك المعالج.
لا يمثل الجماع زيادة في حدوث جلطة القلب عن الاشخاص الذين لا يعانون من امراض القلب وهي نسبة بسيطة. فبعض الأبحاث و جدت ان نسبة الإصابة بالجلطات القلبية نتيجة الجماع هي اقل من ١٪.
في معظم حالات الجلطات القلبية، يمكن للمريض معاودة نشاطه الجنسي بعد اسبوع لأسبوعين من الجلطة القلبية و خصوصاً إذا ما كانت جلطة بسيطة و تم معالجتها بالقسطرة و بدون مضاعفات. من المهم التشديد على عدم وجود آلام بالصدر عند ممارسة النشاط أو المجهود قبل الإقبال على الجماع. إن كان يعاني المريض من آلام بالصدر في المجهود المتمثل بصعود السلم أو المشي بسرعة ٣-الى ٥ كم بالساعة أو رفع ٥ كجم أو أكثر فينصح بعدم الجماع قبل مراجعة الطبيب. بالمثل، إن كان يعاني المريض من الألم خلال الجماع فننصح بالإمتناع عن الجماع لحين يتم تقييم المريض من طبيبه المعالج.
قد يطلب منك الطبيب المعالج الانتظار لمدة تصل الي ستة إلى ثماني اسابيع قبل الرجوع للنشاط الجنسي و ذلك لضمان إلتئام الجرح و سلامتك.
لا يجوز استخدام الادوية المنشطة للرغبة و القدرة الجنسية الا بعد الرجوع الي طبيبك المعالج حيث انها تتعارض مع بعض الادوية التي توصف للمريض بعد النوبات القلبية و استعمال هذه الادويةسويا قد يحمل اثار سلبيه علي القلب و خطرة.